هشام طلعت ومحسن السكري وراء القضبان

قبل أيام من النطق بالحكمأيام هشام طلعت ومحسن السكري وراء القضبان


	هشام طلعت والسكري

القاهرة: ذكرت تقارير صحفية أن الأسابيع القليلة الماضية والتي تلت قرار محكمة جنايات جنوب القاهرة بإحالة أوراق رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى وضابط الشرطة السابق محسن السكري إلى فضيلة المفتي في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم للأخذ برأيه في إعدام المتهمين، كانت مختلفة تماما عن تلك المدة التي قضاها المتهمان في سجن مزرعة طرة بعد إلقاء القبض عليهما قبل حوالي عام.وتضيف تلك التقارير أن تلك الاسابيع كانت أقسي أيام عاشها هشام طلعت ومحسن السكري في حياتهما.. هذه الأيام، عبر عنها السكري بقوله لأحد زملائه في السجن "الموت أهون من انتظاره".وتقول مجلة "آخر ساعة" المصرية: "إن قرار المستشار المحمدي قنصوة رئيس المحكمة بإحالة أوراق القضية إلي المفتي، قد غير كل شيء في الاثنين وحولهما إلي شخصين آخرين، حيث عاد كل منهما إلي محبسه المنفصل، وقد سكنت روحه وجسده حالة من الوجوم.. عيون زائغة ووجه ممتقع أسود، وجسد تجافيه الراحة، وعقل لايعرف النوم".المتهمان قبل الجلسة الأخيرةوقبل النطق بقرار المحكمة في جلستها الأخيرة يوم الخميس 21 مايو/ايار الماضي، ذهب الاثنان ـ هشام والسكري ـ إلي محكمة جنوب القاهرة، في حالة عادية.. ممتلئين بالأمل، أو الثقة، في أن يكون الحكم ببراءتهما، كما أكد المحامون لهما.. كل منهما كان يعتقد أن هذا اليوم هو الأخير له في السجن، وبعد ساعات سيعود لحياته الطبيعية، وسيحتقل بزوال هذا الكابوس..هذا ما قاله هشام طلعت مصطفي لرفيقه في سجن مزرعة طرة عمر الهواري، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد لقتله رجل الأعمال الشاب محمود روحي في كازينو لامبادا بمول أركاديا قبل عشر سنوات تقريبا، وهي القضية التي هزت الرأي العام آنذاك.وربطت هشام طلعت مصطفي صلة عميقة بعمر الهواري، منذ اللحظة الأولي لدخوله السجن.. يأكلان معا، ويتسامران طوال الليل داخل الزنزانة المغلقة، ويتريضان صباحا في باحة السجن..وقال هشام طلعت مصطفي لعمر الهواري وهو يرتدي ملابسه فجر يوم الجلسة الأخيرة، ويستعد لمرافقة الحراسة المشددة للذهاب إلي المحكمة: "أنا واثق من البراءة يا عمر.. وسوف أعود لأودعك بعد نهاية الجلسة". وعانقه الهواري وابتسم قائلا: "أنا كمان واثق أنك هاتخد براءة النهاردة. وسوف انتظرك لنفرح ونحتفل بالخبر".وفي الطرف الآخر من مبني السجن، كان محسن السكري هو أيضا يداعب زملاءه وحراسه قائلا: "مش هتشوفوا وشي هنا تاني .. أنا خلاص.. براءة وهامشي من هنا".. لكن الرياح لاتأتي بما تشتهي السفن، حيث جاءت كلمات المستشار قنصوة لتزلزل كيان الاثنين بعد إحالة أوراقهما إلي فضيلة المفتي".المتهمان بعد الجلسة


	هشام ثناء احدى الجسات

وتتابع "آخر ساعة": عاد المتهمان إلي محبسهما وقد تغيرا تماما.. هشام طلعت مصطفي يحمله حراسه حملا إلي الزنزانة إذ لا تقوي قدماه علي الوقوف.. كان في حالة انهيار كامل.. وهو يردد حسبي الله ونعم الوكيل، أما محسن السكري فلم ينطق بكلمة واحدة، حتي بدا أنه فقد حاستي السمع والنطق.. كان واجما شاردا وكأنه في عالم آخر.. وما أن دخل زنزانته وأغلق الباب عليه، حتي انهار.. وانفجر في بكاء هيستيري.. وهو يردد بصوت عال .. صارخا أنا بريء .. مقتلتش حد.. مقتلتش حد".ظل الاثنان علي هذه الحالة، حتي جاء موعد أول زيارة لهما بعد قرار المحكمة.. زار اللواء منير السكري نجله، وحاول أن يطمئنه.. لكن أي كلام قادر علي طمأنة شخص سمع الحكم بموته.. ظل محسن السكري يستمع إلي كلام والده عن براعة محاميه، ومحكمة النقض .. الخ، وهو شارد تماما.. يتمتم بكلمات غير مفهومة.. مبهمة لم يستمع إليها حتي والده.غادر والد السكري السجن بعد انتهاء الزيارة، وعاد محسن إلي زنزانته، ومنذ ذلك اليوم وهو لايغادرها، رافضا كل محاولات زملائه لإخراجه.. حتي عندما يحين موعد زيارة والده له يخرج إليه متثاقلا وكأنه لايريد أن يري أحدا، وعندما يجلس معه لا يتكلم ولا يطلب شيئا.. قبل الجلسة الأخيرة كان يطلب كتبا ليقرأها، والصحف التي تنشر القضية، لكنه الآن لم يعد راغبا في قراءة شيء أو معرفة شيء.. فقد تقرر مصيره وهو يعلم تماما أن المسألة مسألة وقت.. أيام طالت أو قصرت..أما هشام طلعت مصطفي، فأطلق لحيته.. ولم يعد يفعل شيئا سوي قراءة القرآن في مصحف صغير لايتركه إلا إذا قام للصلاة.. وبدأ يصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع، حتي أن حراسه وزملاءه أطلقوا عليه الشيخ هشام .. والوحيد الذي أبقي علي صلته به.. عمر الهواري هو الوحيد الذي يتحدث إليه، ويتناول معه الطعام إذا أكل.. فهو لم يعد ومنذ الجلسة الأخيرة يأكل شيئا تقريبا.. ولم يعد يطلب أي شيء من أسرته التي زارته بعد جلسة إحالة أوراقه إلي المفتي.. وكانت زيارة قاسية، كما وصفها الجميع .. جلس هشام بين زوجته وأمه وأشقائه صامتا تماما، وكان الحزن يلف الجميع الذين حاولوا ألا تظهر دموعهم أمامه.. وغادرت الأسرة السجن، وهم يمسحون دموعهم التي حبسوها أمام هشام.. فالجميع يعلم أنه لامفر من القدر .. لا الجاه ولا المال ولا النفوذ، وعاد هشام إلي زنزانته متكئا علي كتف عمر الهواري.. ليدخل في صمته مرة أخري.. لاصوت ولا نفس وكأنه غير موجود.. ولولا وجود عمر الهواري إلي جواره لبدت الزنزانة وكأنها خالية.النيابة تطلب تحريز رأى المفتى


	مفتى مصر الدكتور على جمعة

من ناحية أخرى، أرسل المستشار محمد حلمى قنديل، المحامى العام الأول لنيابات وسط القاهرة ، إلى الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية يطلب منه تحريز رأيه فى إعدام المتهمين، داخل مظروف مغلق حتى يتم توصيله ضمن الملف إلى هيئة المحكمة التى تنظر القضية برئاسة المستشار المحمدى قنصوة دون أن يطلع عليه أحد.
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن مصادر بدار الافتاء قولها أنه لم يتضح بعد ما إذا كان طلب النيابة بتحريز رأى المفتى جاء بناء على طلب من رئيس المحكمة أم لا، مشيرة إلى أن رأى المفتى تتم كتابته وإرفاقه فى ملفات جميع القضايا المشابهة دون تحريز.
كانت محكمة جنايات القاهرة قد قررت إحالة القضية إلى المفتى، لإبداء الرأى الشرعى فى إعدام طلعت والسكرى، وتسلمت نيابة وسط القاهرة الملف وأرسلته إلى دار الإفتاء.
وحسب المصادر فمن المقرر أن يرفق المفتى رأيه فى القضية محرزا، قبل أن يعيد الملف مرة أخرى إلى النيابة لإرساله إلى هيئة المحكمة، قبل جلسة النطق بالحكم المقررة يوم 25 يونيو/حزيران المقبل.
وكانت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار المحمدي قنصوه قضت الخميس 21 مايو/ آيار الماضي بإعدام. السكري، وهشام طلعت بعد ادانتهما بقتل سوزان تميم بدبي في ‏28‏ يوليو/ تموز الماضي.
وأعلن القاضي إحالة أوراق المتهمين للمفتي للحصول على موافقته على حكم الاعدام، طبقا لما يقضي به القانون. كما حددت المحكمة جلسة 25 يونيو/حزيران 2009 للنطق بالحكم النهائى بحقهما، وذلك بعد ورود الرأى الشرعى لفضيلة المفتى.
وتعود أحداث القضية إلى تاريخ 28 يوليو/ تموز2008 عندما تم العثور على المطربة اللبنانية سوزان تميم مقتولة في شقتها في دبي.
واعترف السكري، وهو ضابط سابق في جهاز أمن الدولة المصري، اثر القبض عليه في أغسطس/آب 2008 في القاهرة بأن هشام طلعت مصطفى حرضه على قتل سوزان تميم، إلا أنه تراجع عن اعترافاته في بداية المحاكمة

الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت	الأحد
		1	2	3	4	5
6	7	8	9	10	11	12
13	14	15	16	17	18	19
20	21	22	23	24	25	26
27	28	29	30	31